{وَإِنْ يُكَذِّبُوكَ فَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ (4)}نعى به على قريش سوء تلقيهم لآيات الله، وتكذيبهم بها، وسلى رسوله صلى الله عليه وسلم بأن له في الأنبياء قبله أسوة حسنة، ثم جاء بما يشتمل على الوعد والوعيد: من رجوع الأمور إلى حكمة ومجازاة المكِذبْ والمكذَبْ بما يستحقانه. وقرئ: {ترجع} بضم التاء وفتحها.فإن قلت: ما وجه صحة جزاء الشرط؟ ومن حق الجزاء أن يتعقب الشرط وهذا سابق له.قلت: معناه: وإن يكذبوك فتأس بتكذيب الرسل من قبلك، فوضع: {فَقَدْ كُذّبَتْ رُسُلٌ مّن قَبْلِكَ} موضع: فتأس، استغناء بالسبب عن المسبب: أعني بالتكذيب عن التأسي.فإن قلت: ما معنى التنكير في رسل؟ قلت: معناه فقد كذبت رسل، أي رسل ذوو عدد كثير. وأولوا آيات ونذر. وأهل أعمار طوال وأصحاب صبر وعزم، وما أشبه ذلك، وهذا أسلى له، وأحثّ على المصابرة.